الإدارة والأعمال - نظام الإنتاج الآني 1 المفهوم والنشأة وأسباب الظهور

شارك :

المقدمة:
      إن الثابت الوحيد في عالم اليوم هو التغيير والذي شمل جميع المجالات وجميع الأصعدة مما دفع بعجلة التطور بتسارع أكبر إلى الأمام خاصة في مجال الصناعات و الإنتاج الأمر الذي أدى لخلق المنافسة الشديدة و الحادة بين المنظمات في الأسواق العالمية لاقتناص الفرص و فرض السيطرة على تلك الأسواق ، نتيجة ذلك أصبح اختيار أسلوب الإنتاج والذي يعمل على ضبط و تحديد كلفة المنتج من القرارات الإستراتيجية الهامة أمام المنظمات خصوصاً في ضوء محدودية الموارد وسعي المنظمات لتحقيق ميزات تنافسية من حيث السعر و النوعية و المرونة في الاستجابة للتغيرات،من هنا كان لابد للمنظمات من اتخاذ الإجراءات التي تعمل على إزالة الأنشطة غير الضرورية التي تصاحب العملية التصنيعية وتؤدي لارتفاع تكاليف الإنتاج، فجاء اعتماد نظام الإنتاج الآني (jit) كأحد الأنظمة التي تساعد على الاستغلال الأمثل لعناصر الإنتاج و تخفيض التكاليف و تحسين النوعية ورفع كفاءة الأداء .

    سنتناول في هذا البحث الحديث عن أسلوب الإنتاج هذا بشكل تدريجي وعلى مراحل  لإعطاء فكرة و لمحة توضيحية عنه باعتباره أحد الأساليب الإنتاجية التي أثبتت نجاحها وقدرتها على تحقيق المطلوب بنسب كبيرة لا يُستهان بها في جو تسوده تحديات العالم المعاصر.
أولاً: مفهوم ونشأة نظام الإنتاج الآني
    نظام الإنتاج الآني تم تطويره من قبل شركة تويوتا في اليابان كما يقول (سكونبرجر،1982) ويشير بأن نظام الإنتاج الآني برغم أنه يعود لتصاميم الصناعات اليابانية إلا أن التطبيق الحديث له قد عُمم في أواسط السبعينات في شركة تويوتا على يد (تاشي أونو) نائب رئيس شركة تويوتا وعدد من زملائه.

    حيث تقول الحكاية أنه بدأ كفكرة بسيطة نشأت من زيارة نائب رئيس شركة تويوتا (تاشي أونو) إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك لاحظ مجريات العمل في متجر(super market) إذ تميز عمال هذا المتجر بمرونة كبيرة في العمل وقدرة على أداء أكثر من نوع من أنواع الوظائف في الوقت المحدد وتقديم أحسن خدمة بهدف تقليل وقت الانتظار للزبون إلى أدنى حد ممكن، وكانت آنذاك تويوتا تعاني من صعوبة بالغة في توفير طلبات المستهلكين من السيارات بنماذج وأحجام مختلفة دون التأخير في أوقات التسليم للطلبات ، وعندما عاد(تاتشي) إلى اليابان تويوتا اجتمع مع مسؤولي الشركة الآخرين ووضح طريقة عمل ذلك المتجر ومدى إعجابه به وطرح فكرة العمل بنفس الطريقة مع تطويرها  وما لبث أن تحولت الفكرة إلى نظام متكامل في السبعينات وحظي بشهرة عالية وقد حققت شركة تويوتا نجاحاً في عملها وبدأت المنظمات اليابانية الأخرى بتطبيقه ومن ثم انتقل إلى المنظمات الأمريكية.

    إذن يمكن القول أن جذور نظام الإنتاج الآني تعود للبيئة اليابانية بالرغم من ذلك لا يوجد أي شيء يتعلق أو يتصل بثقافات المنظمات حول العالم يمنعها من استخدام هذا النظام و العمل على تحسينه ، فالعديد من المنظمات الآن تستخدم نظام الإنتاج الآني كإحدى الأساليب الأساسية والمفضلة في الإنتاج.

ثانياً: أسباب ظهور نظام الإنتاج الآني في اليابان 
    بشكل عام يمكن أن نعزو ظهور هذا النظام في اليابان تحديداً وليس في أي مكان آخر في العالم لتضافر عدد من العوامل كان لها دور و تأثير كبير نذكر منها ما يلي:

1. المساحة المكانية:
  إذ أن ضيق المساحة في اليابان أحد أهم الأسباب التي دعت المنظمات الصناعية اليابانية إلى الأخذ بهذا النظام، لأن مساحة اليابان تبلغ 378 ألف كيلو متر مربع ومعظمها جبال ويبقى فقط خمس مساحة اليابان قابلة للزراعة والاستثمارات الاقتصادية، فطبق هذا النظام لأنه يعمل على تقليل المساحة المستغلة من خلال تقليل التخزين والاعتماد على التجهيز المباشر من خلال وصول المواد الأولية من مصادر التجهيز إلى القاعة الإنتاجية بدون أي انتظار.

2. قلة الموارد الطبيعية:
   لذلك تعمل المنظمات اليابانية جاهدة على رفع كفاءة استخدام الموارد المحدودة ومن هنا اعتمدوا فلسفة تقليل الفاقد و التالف و الهدر والسعي لان يكون المرفوض من الإنتاج صفراً.

3. الثبات في الوظيفة وحب العمل الجماعي: 
   تنطلق هذه الخاصية من الثقافة والبيئة اليابانية التي تكره العزلة والأنانية، فلديهم متعة في قضاء وقتهم في العمل والعامل يبقى في المنظمة نفسها طيلة حياته ومن أهم مبادئ نظام الإنتاج الآني الاحترام و التعاون بين العاملين.

تعلم أكثر،كن متميزاً،نمي قدراتك
شارك :

MANAGEMENT

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: