إدارة الموارد البشرية أهم الأعمدة لمنظمات الأعمال الناجحة

شارك :
إدارة الموارد البشرية أهم الأعمدة لمنظمات الأعمال الناجحة




لابد من كسر القيد والانطلاق نحو المفيد فقد مللنا من تكرار الكلام ذاته في موضوع بالغ الأهمية وذو امتدادات متشعبة مع العلوم الأخرى الإدارية منها وحتى غير الإدارية .. عذراً على الإطالة في الولوج إلى فحوى الموضوع الهام في عالم منظمات الأعمال والمنشآت بكل أنواعها ألا وهو إدارة الموارد البشرية بكل فئاتها وفي شتى الاختصاصات ..

نظرياً وإن أردنا التفتيش عن هذا العالم الكبير والواسع سنجد الكثير من الأدبيات والكُتاب في عالم الإدارة يوضحونه ويفصلون أقسامه و يدللون على أهميته كونه يعتبر أساس لكل منظمات الأعمال بكل أنواعها و تصنيفاتها .. لكن إن ابتعدنا عن الشق النظري وخضنا غمار الواقع فللأسف سوف نصدم فعلاً من هول ما سنكتشف ففي وطننا العربي لن نرى بشكل واضح اهتماماً بالموارد البشرية في منظمات الأعمال بالشكل الصحيح و المباشر إلا القليل أو النادر .. ولكي نكون منصفين فإن منظمات الأعمال في الدول الخليجية و الإمارات العربية المتحدة لها اهتمام أوضح بهذا الموضوع وقد تتواجد إدارة فعلية بكل معنى الكلمة للموارد البشرية فيها..

يظهر ذلك جلياً للعموم اهتمام الإمارات العربية المتحدة بهذا الموضوع من خلال انطلاق المؤتمر الأول لإدارة الموارد البشرية في الإمارات العربية المتحدة عام 2012م على مدار يومين في شهر مارس وأذكر قول سديد للدكتور(رفعت الفاعوري) مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية "المنطقة العربية تزخر بموارد إستراتيجية لكن يظل المورد البشري هو الأسمى مشيراً لإحصائية هامة تين أن حوالي 60% من سكان الوطن العربي الذين يزيد عددهم عن 225 مليون نسمة من فئة الشباب مما يخلق تحدي ملح في إدارة هذا المورد والاستغلال الأمثل له"..

بالطبع هذه واحدة من النقاط التي  توضح أهمية المؤتمر وهو حدث كبير في عالم الإدارة استقطب العديد من المتخصصين والمهتمين و لست في صدد التعمق فيه حالياً لكن يحضرني ذكر نقطة هامة تلفت الانتباه ضمن مقترحات اللجنة المنظمة للمؤتمر الثاني لإدارة الموارد البشرية في الإمارات العربية المتحدة عام 2013 م ألا وهو تخصيص جائزة عربية مختصة بالإبداعات في مجالات الموارد البشرية والتأكيد على أهمية إقامة ورش وندوات عمل متخصصة في سبيل رفع الإنتاجية و الكفاءة وتحسين الأداء.. طبعاً الذي لفت انتباهي نقطة الجائزة خصوصاً أنها مقترحة لتكون للإبداع في الموارد البشرية .. لأنها ستساعد على استخراج طاقات كامنة لدى مبدعين فعلاً غير مكتشفين ينبغي أن نفتش عنهم بيننا..  

بكل تأكيد هناك مؤتمرات و ندوات تخص الموارد البشرية وتحاول تسليط الضوء عليها لكن تحدثت عن هذا المؤتمر كونه يختص بإدارة الموارد البشرية بالمجمل وليس الموارد البشرية فقط .. وهذا بالتأكيد يساعد على نشر ثقافة الاهتمام بهذه الإدارة الهامة و المفصلية في منظمات الأعمال ..
عموماً تنقسم البلدان العربية في تناولها لهذا الموضوع بشكل كبير وبرغم هذا الانقسام تشترك جميعها في نقطة جوهرية هامة يجب أن تكون محور الأساس لأي منظمة أعمال ترغب أن تنجح في مسارها .. ألا وهي الافتقار لثقافة العناية والاهتمام بالموارد البشرية ووجود إدارة خاصة بها تدير شؤون الأفراد ..  

للأسف وأتكلم عن تجربة شخصية من الواقع الفكر الإداري في منظمات الأعمال في الوطن العربي منغلق ويأبى أن يطور من نظرته وفلسفته فعلى مستوى تجربتي سأروي ما حدث في إحدى الشركات العربية التي عملت فيها..فبحكم اختصاصي حصلت على وظيفة مدير موارد بشرية في شركة كبيرة وقد عانيت الكثير من الصعوبات كونهم أسسوا العمل على مفاهيم خاطئة ودون معايير صحيحة لذا كان من الصعوبة بمكان إعادة الترميم ..

 كان من أهم الأخطاء التعيين الاعتباطي للأفراد بهدف انطلاق الشركة بأسرع وقت ممكن خصوصاً العمالة حيث كانت الشركة تملك مصنعاً للأقمشة .. لقد أثقل كاهل الشركة عدم وجود معايير للتعيين والأجور مما خلق فجوة لاحقاً بين العاملين فكل عامل أجره مختلف عن الآخر و عدم وجود معيار عادل يظلم عمال بالتأكيد على حساب آخرين ..  ويخلق التنافر والبغضاء في صفوفهم ..
عقدتُ العزم على أن أصحح المسار وتحملت المشقة وعرفت أنني سأواجه الكثير من الصعوبات .. لكن في النهاية فشلت .. لكن لماذا؟؟

بسبب الفكر العقيم المعتمد على الروتين ورفض التطور وانتشار ثقافة الزعامات التي تعاني منها الكثير من منظمات الأعمال فكل مسؤول فني أو مدير قسم أصبح يملي علي أشياء ليست من اختصاصه .. مكافأة لهذا وعقوبة لذاك و خصم لهذا وزيادة لذاك حتى شعرت أنني في مؤسسة قطاع عام ولست في شركة خاصة ..

لقد كان عدم تحديد المسؤوليات و المهام بالشكل الأمثل السبب الكبير في عدم إكمال عملي و هذا لعدم إدراك الإدارة العليا في تلك الشركة لأهمية إدارة الموارد البشرية والاهتمام بها وإعطائها الصلاحيات الكافية للقيام بما يتوجب لإصلاح المسار في الشركة.

ليست الغاية الإحباط مما رويته لكن الهدف التنبه والوعي لأهمية هذا الموضوع .. ثقافة المنظمات هي أحد أهم الأسس التي تقوم عليها لذا لابد أن تكون إدارة أي منظمة أعمال واعية لمثل هذا الموضوع الحساس والهام .. وأن تضع الخطوات اللازمة والهامة من أجل الارتقاء بالموارد البشرية لديها وتعطيهم الاهتمام الصحيح الذي يستحقونه وليس هذا بالأمر المستحيل أو الشاق بل يحتاج لوعي وثقافة وانصهار الجهود في بوتقة واحدة بدءاً من الإدارة العليا ..

ببساطة لكي تصل لاحتياجات الأفراد في شركتك يجب عليك أن تضع نفسك في مكانهم و فكر بأسلوبهم .. كن زميلاً لهم لكي تعرف ما المطلوب أن يحصلوا عليه لكي  يعطوا أفضل ما لديهم .. لا يقتصر ذلك على الجوانب المادية فوحدها لا تكفي عليك أن تكون بقربهم معنوياً .. يجب أن يشعروا بالانتماء للشركة وأنهم ليسوا مجرد عاملين فيها .. بل هم أعمدة الشركة وملاك لها و مصلحتهم من مصلحة الشركة .. يجب أن يدركوا أن الشركة كلما تقدمت و نجحت يعني ذلك تقدمهم و نجاحهم .. كما لا تكفي الشعارات والكلام الرنان فقط .. يجب أن تكون المعاملة عادلة ومنصفة للجميع ..

أخيراً المورد البشري عكس كل الموارد الأخرى المتواجدة في المنظمات .. من مرافق و عدد وآلات وغيرها فهو المورد الوحيد الذي لا يتقادم مع مرور الزمن بل تزداد قيمته كلما تقدمت فيه سنين العمل نتيجة لتراكم الخبرات والمهارات والمعارف لديه .. لذا تعد الإدارة الجيدة لهذا المورد مطلب ملح من أجل نجاح منظمات الأعمال ..

أتمنى أن أكون سلس في طرحي و أسلوبي محبب .. و لم تشعروا بالملل .. الموضوع القادم سأتحدث عن موضوع (السلوكيات المضادة للإنتاجية في العمل) وهو جديد نسبياً في عالم إدارة الموارد البشرية وموضوع هام ..

                                        أحمد قباني باحث في إدارة الأعمال

                                                        9/9/2014



شارك :

MANAGEMENT

ما رأيك بالموضوع !

1 comments:

  1. في الموارد البشرية (هر) ودوائر الإدارة في الوقت الحاضر هناك الكثير من الحديث عن إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية والعديد من الكتب مكلفة يمكن أن ينظر إليه على رفوف المكتبات. ولكن ما هو بالضبط آلية إدارة الموارد البشرية، وما هي ملامحها الرئيسية وكيف تختلف عن الإدارة التقليدية للموارد البشرية؟ أجد موقعا جيدا جدا ل كيفية كتابة cv إذا كنت تريد يمكنك زيارة هذا الموقع.

    ردحذف