مقالات..الأنثى في حياتنا..من هي الأنثى..ما متطلباتها؟أحمدقباني

شارك :


بداية أود ان أقول أنني بدأت التدوين لأنني أرغب بالبوح بكل ما يخطر في بالي من أفكار ومشاعر وأود افرغ كل ما في داخلي من طاقة فكانت الكتابة من سنين وسيلتي لذلك والآن قد بدأت التدوين..وهذه المقالة الأولى..

الأنثى في حياتنا وفي مجتمعنا..

نتساءل كثيراً هل نستطيع فعلا فهم الأنثى .. هل الأنثى كائن غامض لهذا الحد بالتالي من الصعب علينا أن نفهمها .. أم أن هذه مجرد حجج واهية لكي نتجاهل واجباتنا تجاهها ونضع البراهين التي ستبرر تصرفاتنا كمجتمع ذكوري يميل بكفته للرجل في الكثير من موازينه..؟!

ثمة الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهني ضمن هذا السياق وفي النهاية .. تُرى هل هناك من شخص يستطيع الإجابة على أسئلتي بكل وضوح وبكل شفافية ويقنعني بإجابته؟؟!! هل حاولنا ولو لمرة واحدة فهم الأنثى بشكل حقيقي..هل حاولنا خوض غمار أعماقها لنعرف ما الذي هي بحاجة إليه قبل أن نطلق أحاكمنا المسبقة عليها..هل حاولنا ولو لمرة واحدة أن نعطيها الفرصة بشكل عادل وكامل لكي تكون فعلا السند القوي لنا؟؟!!..أشك في ذلك وببساطة البرهان واضح..لأننا لو فعلا حاولنا ذلك لما كنا في مجتمعنا على هذا الحال..وان وُجد مثل هؤلاء الأشخاص ولو فرضنا جدلا وجودهم فهم قلائل جداً للأسف....

سأتكلم من وجهة نظري وسأحاول أن أكون موضوعي في كلامي..أنا أعتقد بأن الأنثى الحقيقة التي تحمل فعلا معنى الأنوثة هي أجمل وأطهر مخلوق على وجه الأرض وهنا يجب أن أوضح بعض المصطلحات من منظوري الخاص كمصطلح الأنوثة كما أريد أن أسرد المراحل التي قد تمر بها الأنثى في حياتها وما الذي قد تكون بحاجة إليه بالضبط في كل مرحلة..بالتالي نستطيع عندها أن نجيب عن التساؤل هل من الصعب حقاً بعد أن عرفنا متطلبات تلك الأنثى ..هل من الصعب أن نلبيها لها؟؟!! أم أنه سهل علينا لكننا أنانيون ونريد الحفاظ على سطوتنا في المجتمع..؟؟!!

سأترك الحكم لكم في ذلك ولكل منا نظرته لكنني سأتناول الموضوع كإنسان وبتجرد تام قدر الإمكان لكي أتكلم بلسان حال الأغلبية من البشر والتي قد تكون مؤمنة بما أقول لكنها عاجزة عن التعبير أو أنها تخشى كسر الحاجز الهلامي الذي يقيدها...

الأنوثة ..

 ما هي الأنوثة بكلمات..؟؟!!الأنوثة ببساطة تعبر عن كل ما هو جميل وراقي وفيه إحساس في هذا الكون..فالزهرة أنثى والوردة أنثى ومن منا لا يحب عبق الزهور وسحر الورود..الأنوثة تعني النقاء والصفاء بالروح والعقل .. تعني المحبة اللامتناهية بكل معنى الكلمة لكل ما هو صافي ورقراق ويدخل لصميم البشر دون قيد أو شرط ..

 الأنوثة لا تعني أبداً التبرج ووضع كل ما هو متاح للزينة ولا تعني أن تُظهر الأنثى فتنتها الجسدية لكي تقول انظروا إلي ها أنا .. أنا أنثى .. فهكذا هي لا تمت للأنوثة بصلة إطلاقا.. فالأنثى ليست سلعة تتجمل لكي تتمكن من الرواج..والأنوثة ليست سوقاً لعرض الإناث..وأقولها وبكل وضوح للأسف النظرة للأنثى والأنوثة بهذا الشكل هما ما يفقدانها الرونق والجمال وللأسف لنسبة كبيرة من الإناث دور في هذا..لكنني في صف النسبة الأخرى الباقية التي تعي تماما معنى الأنوثة وتعطي لكل شيئ قدره وتعرف كيف تحافظ على الأنثى وسمعتها وكبريائها..

الأنوثة يا أصدقائي معنى كبير وواسع من الصعب اختصاره بكلمات أو حصره بمجال..الأنوثة تحمل في طياتها أجمل المعاني وأكبر الأحاسيس التي قد تغيب عن الكثيرين في هذه الحياة..وقد أردت أن أوضح كيف أرى هذا المصطلح من وجهة نظري بشكل مختصر..وتحيتي لكل أنثى حقيقية..

لنفكر ما هي المراحل التي تمر بها الأنثى واحتياجات كل مرحلة؟؟

الانطلاق للحياة:

المرحلة التي تبدأ بها الأنثى بفهم وإدراك الحياة بشكل أوسع وتبدأ المبادئ والمفاهيم تترسخ عندها ويطلق على هذه المرحلة من العمر بأنها المراهقة وهي تمر على الجميع سواء كانوا إناث أو ذكور..في هذه المرحلة والتي قد تبدأ بشكل فعلي في عمر 14 وقد تستمر إلى 18 من العمر أو بعده بحسب تكوين كل فتاة وشخصيتها ومكوناتها النفسية والجسدية..

الآن نتساءل ما الذي تحتاجه الأنثى في هذه المرحلة وهذا العمر؟؟!!بكل بساطة الأنثى بهذه المرحلة تحتاج لمن يستمع إليها ويفهمها..أن يكون لها الصديق والموجه بكل ود وكل محبة دون أن يشعرها بأنها لا تعرف أن تتصرف وستقع بسهولة في أي خطأ..ودون الاستخفاف بمشاعرها وإحساسها أي تحتاج لصداقة حقيقية .. وطبعا خير من يقوم بهذه المهمة هي الأم لذا عندما لا تحسن الأم التصرف مع ابنتها الأنثى في هذه المرحلة الحساسة ستنعكس بشكل سلبي عليها وتدفعها للتمرد بأي شكل لأن الممنوع مرغوب وكلما زدنا في القسر والترهيب كلما قدنا الأنثى في هذه المرحلة نحو الممنوع..خصوصا كونها تشعر بحاجتها لمشاعر متبادلة مع شخص .. مشاعر تعتقد بأنها الحب لأنها بحاجة لتجربتها وبحاجة إليها.. وتكون الحاجة للاهتمام هي أولى مصادر الحاجة لتلك المشاعر..لذلك يبرز دور الأم كما ذكرت بشكل قوي في هذه المرحلة وهو ليس بالأمر الصعب لكن على الأم التحلي بالصبر والحكمة في تعاملها مع ابنتها الأنثى.

مرحلة الارتباط  والزواج..

أعتقد أنها من الأفضل أن تبدأ بسن العشرين أي قدر الإمكان أن يكون الطرفان وصلا للنضوج المعقول .. في هذه المرحلة تبدأ الأنثى الاستقرار العاطفي في حياتها وتبدأ بتحقيق أحد طموحاتها بتكوين أسرة ناجحة وبأن تنجب أطفال وتسعى لتربيتهم بأفضل ما لديها وتحلم بأن يكونوا أفضل منها في كل شيء..وبالطبع تريد أن يعاونها في ذلك شريك حياتها..لذا نتساءل الآن ما الذي تحتاجه الأنثى في هذه المرحلة ؟؟!!في هذه المرحلة يكون الزوج قد حل محل الأهل في المعيشة والحياة بالتالي من المفروض أن يسد احتياجات الأنثى ومتطلباتها ويعوضها عن غياب الأب والأم والإخوة ..فهو الآن الذي يعيش معها حياة كاملة بكل تفاصيلها..من وجهة نظري تحتاج الأنثى للعديد من العناصر من شريك حياتها..بشكل أساسي

الأمان..

تحتاج أن تشعر بالأمان مع هذا الشريك ..أن تشعر أن هناك فعلا من يحميها ويعرف قيمتها ويقدرها تماماً..أن هذا الشخص بخاف على مشاعرها وإحساسها ويحترم كيانها وذاتها..أنه يسعى لإسعادها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة..أن لا يقف في صف أحد ويظلمها بحجة انه يمون عليها فيهون عليه أن يجرح كرامتها ويستخف بعنفوانها..هكذا فقط ستشعر الأنثى بالأمان الذي تحتاجه من شريك حياتها..

الحب والاحتواء الكامل..

 طبعاً الكثير من الناس يعتقدون بأن الحياة فقط أن يقوم الرجل بتدبير قوت يومه وتأمين المعيشة الكريمة لأسرته..لكن هذه الأمور لا معنى لها بدون وجود الاحتواء..الأنثى بحاجة من شريك حياتها لاحتواء كامل بكل معاني الكلمة والحب ليس فقط بالأقوال بل بالأفعال والمواقف..الاحتواء يكون معنوي بأي شكل من الأشكال وأي تصرف يعكس اهتمام الرجل بالأنثى ..

 مثلا أن يحضر لها وردة حمراء عند عودته ..أن يقول لها كلمة جميلة بعد عناء يوم كامل وتعب في المنزل..حتى وان كان هو يشعر بالتعب من عمله لكن صدقوني عندما ستسمع منه ذلك ستدرك أنها مهمة عنده وستبادر بنفس الأسلوب..الاحتواء أن يقوم الرجل بكل مسؤولياته في المنزل بشكل صحيح ويتحمل عبء الأطفال مع شريكة حياته ..أن يشعرها بأنه متواجد معها في تربيتهم والاعتناء بهم لأنهم أولاده أيضاً وسيرسمون سويا مستقبل جميل لهم..

الاحتواء بأن يبقى معها بكل لحظة وأن تشعر بذلك..فحتى لو أنه في عمله بوسعه أن يرسل لها رسالة غزل كما كان أيام خطبته..وأن يسألها هل هي بحاجة لشيء ما وكيف هي حالها وكيف تسير الأمور في غيابه..الاحتواء أن تشعر بأن أي ألم قد تشعر به سيشعر به شريك حياتها أيضاً ولن يتهاون في أي طارئ أو عارض صحي يصيبها فكأنه هو المصاب..

الاحتواء أن يشيد بها في جلساتهم الاجتماعية ويعطيها حقها ويكون فخور بها كونها زوجته  ويبادر للدفاع عنها ضد أي شخص طالما أن الحق معها وفي صفها..وحتى إن بدر شيء منها لم يعجبه ينتظر حتى يكونوا بمفردهم ويخبرها حفاظاً على كرامتها واحتراماً لها ويكون ذلك بود وصدقا طالما فعل ذلك بهذا الشكل ستحترم رغبته ولن تكرر ما كره منها من تصرف..

الاحتواء بأن يشعرها بكل الوسائل بأنها إنسانة أساسية في حياته  وان نجاحها في الحياة هو نجاح له وانه يدعم كل طموح وأهداف عندها لم تستطع بعد تحقيقها وأن يصل لمرحلة يعرف من نبرة صوتها أو نظرة عينها بأنها غير مرتاحة وهناك شيء يعكر صفوها..هذا الاحتواء يجب أن يستمر برغم كل الصعوبات والضغوطات في الحياة..وكلما كان ذلك الاحتواء صحيح وفعال كلما استطاع الرجل إيقاظ أجمل الأشياء من داخل الأنثى وحصل على عطاء متبادل من ناحيتها..فالأنثى معطاءة بفطرتها لكن ليس أي شخص يستطيع أن يجعل هذا العطاء مبصرا للنور..

مرحلة الأربعينات وما بعد..
بعد أن اختبرت الأنثى كل المراحل السابقة في حياتها..تكون قد اختبرت الحياة بشكل أكبر وفهمتها بشكل أوسع .. ونجاحها في تخطي المراحل السابقة بشكل جيد سينعكس على هذه المرحلة بالتأكيد كما أن نجاح شريك حياتها في المراحل التي سبقت سيكون ناجح بالتأكيد في تخطي هذه المرحلة معها بنجاح..

وما تحتاجه الأنثى في هذه المرحلة هو متابعة لما  سبق ولكن مع إطفاء الود بشكل اكبر على العلاقة بين الطرفين رغم التقدم أكثر بالسن بين الطرفين فمع كبر الأولاد وبحسب سنة الحياة سيتزوجون ويصبح لهم أسرتهم لذا تكون الأنثى بحاجة للاحتضان والرعاية بشكل كبير لأنها ستشعر بالوحدة من جديد بعد استقلال أبنائها كما أن العشرة تفرض على كل من الطرفين التعامل بشكل أكثر ودية وأكثر تفاهم خصوصا لأنهما عرفوا أكثر طباع بعضهما وفهماها..

قد يقول قائل...

قد يستشهد أحد ما بتعاليم الدين ويدافع عن حقه كذكر بالتحكم بكل ما يتعلق بالأنثى..لن أخوض في هذا الغمار بشكل كبير لكن أقول له ولكل من يفسر تعاليم الدين بشكل مغلوط وعلى هواه..قد أوصانا الله تعالى بالأنثى فعلا قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (الرجال قوامون على النساء) صدق الله العظيم..هذه الآية بالتحديد تفسر بشكل مغلوط وباختصار أرى تفسيرها من ناحيتي بنقطة الاحتواء التي ذكرتها سابقا أي قد أوصانا الله تعالى أن نحتوي النساء ونرعاهم وليس المقصود أن نظلمهن ونكون جائرين في حقهن كوننا نمتلك السلطة لذلك..

واستكمالاً للكلام الم يقل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (واستوصوا بالنساء خيراً) كما قال في خطبة الوداع (النساء شقائق الرجال)..إذن رسولنا الكريم منذ قرون علمنا كيف نتعامل مع الأنثى فمن أنتم لتأتوا الآن وتفسروا تعاليم الدين والرسول كما يحلو لكم وتأخذون ما تريدون وتعرضون عما لا ترغبون به .. علما بأنني شخص عادي ولست بشيخ أو فقيه في الدين وهذه المعلومات لا تخفى على أحد..

حاولت قدر الإمكان نقل وجهة نظري حول الأنثى ومتطلباتها وفقا للمراحل التي قد تمر بها في حياتها  بشكل مختصر قدر الإمكان  لنستطيع الإجابة ولو بشكل بسيط عن التساؤل .. هل من الصعب تلبية احتياجات ومتطلبات الأنثى بعد كل ما عرضته من أفكار وكل ما سردته من متطلبات .. هل نقوم بدورنا الصحيح تجاهها قبل أن نطالبها بدورها؟سأترك الحكم في هذا لكم....

مع أطيب تحياتي لكم شكراً لكل من اهتم لآخر المقالة -_- أحمد قباني
http://ahmad-kabbani-issues-sensations.blogspot.com/

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أحمدقباني/قضايا الحياة،أحاسيس الذات 26/3/2013

شارك :

WOMEN

ما رأيك بالموضوع !

0 تعليق: